مقال للشاعر الاستاذ المبدع الصادق الهلالي

الحمد للّه … وأخيرا وبعد وقفة حازمة من طرف قدماء أبناء مدرسة ساحة المعتمديّة عين دراهم وكلّ إطارات الجهة ومحبّي المدرسة كبارا وصغارا ، تمّت صيانة المدرسة وعودتها للنّشاط بعد إغلاقها على ذمّة التّرميم لسنوات… ولم لا ؟ وهي المدرسة الّتي تأسّست منذ 1905. وتتلمذ فيها الكثيرون من تونس والجزائر وفرنسا وروسيا وغيرها …
ورغم طول الحرب العالميّة الأولى والثّانية حيث أغلقت أيّامها لاستغلالها كمشفى لمداواة جرحى الحرب واصلت مسيرتها وتخرّج منها الأستاذ والطّبيب والمهندس والوزير وكثير من الإطارات على المستوى العالمي….
فشكرا للجميع….
فرحي لا يوصف خاصّة وأنّي قضّيت فيها أكثر من ثلاثين سنة من عمري تلميذا ومعلّما ومديرا… وقد كتبت فيها شعرا وناديت بصوت عال مثل كافّة أبناء عين دراهم للعمل على إصلاحها منذ سنوات أذكر منه :
إليك يا مدرستي …( نظم المربّي الصادق الهلالي)
على وزن البحر البسيط المقصور القافية…
الإهداء :
إلى كافّة قدامى مدرسة ساحة المعتمدية بعين دراهم التي أسّست سنة 1905…
*** مدرستنا التي أحببنا ونحبّ وقد مررنا بها صغارا واحتضنتنا كبارا فكانت خير أنس وأنيس وهذا سينال حتما حسن اهتمامنا لنعمل على رجوع الرّوح فيها من جديد وفي أقرب وقت بعدما تمّ إيصاد أبوابها على ذمّة الصّيانة ونتمنّى ألاّ يطول ذلك …
لمّا نسيرُ بقلبٍ هائمٍ كسيرْ
إنّا نَحِنُّ لِدُورٍ فيْحاءِ العبير
كيف لا والخُواءُ مُشجنٌ مَرير
بالسّاحة ِ الغرّاءِ صرحِنا المُنير
فيها رأينا شبابا زهيّـا غرير
فيها استضفنا مَشيبًا نافِحا غزير
فيها شهِدنا سقوطا من على السّرير
أبكيت من مرّ ، الكهلَ والصّغير
لا تيأسي لن نرضى هذا المصير
ما غادرتك الرّوح وانقضى النّفير
توهُّجُ الشّمسِ : نور بدرِك البدير
صونٌ لك النّشْءُ إن رأوْا بك العسير
هلاّ يهُبّ القدامى لحَثِّ المسير
دَرْءًا لنسيانِ عبقِ وردِك الزّهير
شامخةٌ أنتِ والحِمى مِنْ هجير
صيانةْ الضَّرِّ فضلُ القادرِ البَصير …
الشّاعر الصّادق الهلالي